روائع مختارة | روضة الدعاة | زاد الدعاة | الناس يستقبلون.. فأين الناصحون؟ (2)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > روضة الدعاة > زاد الدعاة > الناس يستقبلون.. فأين الناصحون؟ (2)


  الناس يستقبلون.. فأين الناصحون؟ (2)
     عدد مرات المشاهدة: 2589        عدد مرات الإرسال: 0

من روائع القصص الواقعية الاستفادة من تجارب الآخرين في حياتهم، واخترت في هذا الجانب القصص الواقعية في طريق الدعوة إلى الله، ويعلم الله الذي خلق السموات والأرض ما كتبتها لا رياء ولا سمعة ولا ثناء، ما كتبتها إلا من أجل الفائدة للجميع، وأسال الله الصدق والإخلاص معه في جميع أعمالنا .

القصة الأولى:

في يوم الأربعاء 14/4/1433هـ خرجت من منزلي الساعة 11 ليلاً ومعي أشرطة لتوزيعها للشباب في المخططات فوجدت سبعة شباب يرقصون على الأغاني فتوجهت إليهم ووقفت بجانبهم ورددت السلام عليهم فأطفئوا صوت الغناء وقالوا: تفضل يا شيخ.

سلمت عليهم وقلت لهم :عندي أشرطة سأهديها لكم ولن أطيل عليكم.

قالوا: والله نريدك أن تجلس معنا.

جلست معهم وتحدثنا قليلاً، ثم ذكرت لهم مراقبة الله لنا والأعمال التي تقربنا من الله.. وبعد لحظات إذا بي أسمع بكاء من بجانبي فلم يتمالك نفسه ثم الذي عن يمني إذا به يمسح دموعه.

شكرتهم على استقبالهم وودعتهم وقلت في نفسي أن الشباب في قلوبهم خير وينتظرون من يقف وينصحهم.

القصة الثانية:

في أحد الأيام ذهبت لأماكن تجمع الشباب فوقفت بجانب جلسة شبابية فاستأذنتهم بالجلوس فرحبوا بي وكان معي أشرطة دعوية لتوزيعها لهم، فألقيت كلمة مختصرة عن الجوارح أنها تشهد يوم القيامة بما نفعل بها إن كان خيراً وإن كان غير ذلك..

فوقف أحد الشباب وذهب إلى سيارته وأخرج علبة الدخان منها وأتلفها أمام زملائه في الجلسة وقال: والله أني أعلنها أمامكم لن أدخن من اليوم وأسال الله أن يتوب علي وجزاك الله خير.

القصة الثالثة:

خرجت مع صديقي للجلوس مع الشباب في المخططات العامة فوجدنا مجموعة شباب فوقفنا بجانبهم واستأذناهم بالجلوس معهم فرحبوا بنا وتكلمنا عن التوبة والسعادة، ثم وزعنا لهم أشرطة وأعطيناهم أرقامنا وسلمنا عليهم وذهبنا..

وفي طريقنا اتصل بصديقي رقم غريب وقال: أين أنتم نحن أصحاب الجلسة التي قبل قليل تعالوا نريدكم بموضوع، فرجعنا إليهم وسلمنا عليهم.

قال أحدهم: يا شيخ عندي بسيارتي عود أغاني خذوه وكسروه، فأخرجه لنا وقمنا بتكسيره وسلمنا عليهم وشكرناهم وودعناهم .

القصة الرابعة:

قابلت رجل يدخن في السوبر ماركت فسلمت عليه وابتسمت له ودعوت الله له فشعرت أنه محرج من هذا العمل، فقال: يا شيخ تصدق إني كنت حافظ جزأين من القرآن ولكن تعرفت على رفقاء السوء فأصبحت معهم.

فدعوت الله له أن يبعده عنهم ويتعرف على صحبة صالحة، فو الله بكى هذا الرجل وتأثرت منه وقال: أوعدك والله لن أدخن من اليوم.

وبعد عدة شهور صليت بمسجد فسلم علي رجل ملتحي ويبتسم لي قال: عرفتني؟ قلت: ذكرني.. قال أنا الذي نصحته عن الدخان في السوبر أبشرك تركته من ذاك اليوم وعدت إلى الله.

القصة الخامسة:

في أثناء ذهابي إلى المنزل توقف الطريق من شدة زحام السيارت فمن حسن الحظ وقفت بجانبي سيارة بها شاب يدخن فابتسمت له وقلت له: قل آمين. قال: آمين. قلت: جعل والديك في الجنة.. ونصحته وودعته.

وبعد قليل تحرك الطريق وعندما قربت من منزلي إذا بالشاب يلحق بي بسيارته فأوقفني فوقفت له: قال يا شيخ ممكن دقيقة؟.

قلت تفضل: فركب بسيارتي وقال: أنا أعزف عود وأشرب دخان ولي علاقات مع البنات وكل شي في بالك فعلته طفشت من هذه الحياة..

فذكرت له فضل التوبة وأن الله يبدل السيئات إلى حسنات.. فو الله بعدها بحمد ربي تواصل معي ودخل في حلقة تحفيظ القرآن الكريم.

القصة السادسة:

اتصل بي صديقي وفقه الله وقال: هل تذهب معي لنصح الشباب بمحلات القهاوي والشيشة فقلت: أبشر بإذن الله وتقابلنا وذهبنا سوياً..

فوجدت شاب بمفرده عنده شيشة " معسل " فسلمت عليه وابتسمت له واستأذنته بالجلوس معه فرحب بي وتحدثنا سوياً ثم نصحته عن هذا الأمر وقال: والله أني طفشان ما أدري أين أذهب؟.

قلت يا أخي أنا أتشرف بك ويسعدني أن تكون صديق لي وهذا رقم جوالي وأنا تحت أمرك..

فقال: بإذن الله أنها آخر مرة أدخل هذا المكان.. فبحمد ربي أصبح من أصدقائي ويراسلني ويقابلني وترك الشيشة بفضل الله.

القصة السابعة:

في أحد الجلسات الدعوية لشباب الأرصفة وجدت شاب يعزف العود بمفرده وعندما ذهبت إليه توقف عن العزف وقال: سامحني أنا آسف.

سلمت عليه واستأذنته بالجلوس معه فرحب بي، وذكرت له أن السعادة التي نبحث عليها ليست بهذه الأمور السعادة الحقيقة بطاعة الله والقرب منه سبحانه وتعالى، قال: والله هذا العود ليس لي لصديقي وصديقي ذهب وسيأتي بعد قليل.

فقلت له: هذا رقمي واعتبرني كأخيك لا تتردد بالاتصال.

اتصل بي بعد ساعة وقال: أريد أن نتقابل غدا وأبشرك والله أخبرت صديقي الذي معي أنني تركت الغناء وتبت إلى الله .

قلت: الله أكبر، أبشر بإذن الله . فتقابلت معه اليوم الثاني ومعي بعض الزملاء ومعنا القهوة والشاهي فرحبنا به أجمل ترحيب.. فسعد بذلك اليوم ثم أرسل لي رسالة جوال في آخر الليل يقول أخبرت زوجتي أنني تركت عزف العود فو الله لا تعلم كم كانت سعادتها والله أنها سجدت سجود شكر لله وتبكي من شدة الفرح.

القصة الثامنة: قابلت شاب بأحد المخططات ومعه عود يعزف به فعندما شاهدنا ومعي اثنين من الزملاء، وضع العود بسيارته فقال: يا مرحبا تفضلوا، كانت الابتسامة في وجه هذا الرجل لا تفارقه وكان أكبر منا سناً، فتحدثنا معه بما فتح الله علينا، ثم أعطيته رقم جوالي فسلمنا عليه وودعناه، وبعد عدة أشهر تقريباً أتتني رسالة على جوالي: يقول أبشرك أني كسرت العود أنا وزوجتي وابنتي في نفس المخطط الذي قابلتني فيه ووالله إن زوجتي تدعو لك وأصدقاءك بكل خير.

ثم اتصلت به وأخبرني بقصته وترك رفقاء السوء وأغلق جواله ثلاثة أشهر وأعفى لحيته وقصر ثوبه والآن بفضل الله إمام المسجد في عمله ورجل مجتهد في الدعوة إلى الله ويذهب إلى قريته في شهر رمضان ليصلي بجماعته التراويح وتاب على يديه أكثر من شخص، وأصبح من الدعاة إلى الله أحسبه كذلك ولا أزكيه على الله.

وقفات مع هذه القصص : تذكر: أن التوفيق والسداد من الله عز وجل فاحمد الله على كل فعل و قول تفعله ولا تغتر بنفسك .

تذكر الأجر الذي تحصل عليه من خلال دعوتك - يقول الرسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) .رواه مسلم.

تذكرثناء الله عز وجل عليك  يقول الله تعالى: (( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ). [سورة آل عمران: 110 ].

تذكر: أن الله وملائكته يستغفرن لك : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير ) . رواه الترمذي. ومعنى يصلون: أي يستغفرون .

وقفة : أخي الغالي جرب النصيحة بالقول الحسن والتعامل الطيب فو الله ستجد القبول بإذن الله، ليكن لك دور في الحياة في نفع الناس وخدمتهم ونقل الخير إليهم، فالناس فيها خير كبير. أسأل الله عز وجل أن يجعلني وإياكم مفاتيح للخير مغاليق للشر .
       
الكاتب:  أحمد خالد العتيبي

المصدر: موقع يا له من دين